انتقل إلى المحتوى

التقاليد الطفولية

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
يرجى مراجعة هذه المقالة وإزالة وسم المقالات غير المراجعة، ووسمها بوسوم الصيانة المناسبة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

التقاليد الطفولية أو فلكلور الأطفال، هي التراثُ الشعبي أو الثقافة الشعبية للأطفال ولليافعين منهم. من الأمثلة المُتعارفة وبشكلٍ عام عن التراث الطفولي، القوافي الغنائية، والألعاب المتنوعة التي تنشط في الساحات المدرسية. أبدع الزوجان «إيونا وبيتر أوبي» وبرز أسميهما في أبحاثهما المختصة بالتراث والتقاليد الطفولية.[1]

نظرة عامة[عدل]

يهتم مجال التراث الطفولي بكل ما يخص التقاليد الطفولية، ويرتكز في أبحاثه على الأعمار من السادسة حتى الخامسة عشرًا، ومن هذه التقاليد: الألعاب، والأحجيات، والقوافي، والمُزاح، والحكايات الخرافية، والتقاليد السحرية، والنُكات، والقصائد الغنائية، والخداع، والألقاب، والكُنى، والمضايقات، والمُحاكاة الساخرة، والقوانين الشفوية، والعادات الموسمية، والمشاجرات، والألفاظ البذيئة، والتشفير الكلامي، والدُعابات، وما إلى ذلك.[2] بالإضافة إلى الأنشطة الفردية، مثل اللعب الانفرادي، وأحلام اليقظة، والتخيلات، والأصدقاء والأبطال الخياليين، والمجموعات، وسجلات القصاصات، والعوالم النموذجية، والقصص المصورة، واهتمامات وسائل الإعلام، والتمثيلات الدرامية، والفنون، وغيرها.[2]

يعد مجال التقاليد الطفولية فرع من فروع الفلكلور أو التراث الشعبي؛ لذا يتمحور في تعريفه على وجه الخصوص حول الأنشطة الطفولية المنتقلة من جيل لآخر. لا يعتبر الفلكلوريين تكرار النشاط الطفولي من قبل البالغين على الأطفال مثل: -تكرار القصص والألعاب- تراثًا لهم؛ إلّا بقدر ما يتكيف الأطفال مع النشاط وجعله جزء من شخصياتهم. في الثقافة الغربية، يهتم معظم الفولكلوريين بالأطفال عند انضمامهم إلى أقرانهم في المدرسة الإبتدائية أو رياض الأطفال. بشكلٍ عام، تتوقف العادات الطفولية لحظة انضمام الطفل إلى المدرسة المتوسطة؛ كونها تتزامن مع سن الرشد والمراهقة.[3]

وضح الزوجان «إيونا وبيتر أوبي» أن ثقافة الأطفال مميزة بشكل كامل، وغالبًا ما تمر دون أن يلاحظها أحد من الكبار المتواجدين حولها.[1]

أكد أوبي أن كلمات أحد الألعاب المتعارفة «باك باك» ترجع إلى زمن نيرون.[4]

توضح أن النزعة المحافظة لفلكلور الأطفال تتناقض بالسرعة مع الطريقة التي يعدل بها الفلكلور للبالغين؛ وذلك لتتناسب مع الظروف المتغيرة.[5]

أسجوعة الأطفال[عدل]

أسجوعة الأطفال، هي قصيدة أو أغنية تقليدية تُروى أو تُغنى للأطفال الصغار. يعود المصطلح إلى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر في بريطانيا، حيث سجلت معظم أغاني الأطفال المبكرة المعروفة اليوم باللغة الإنجليزية، وانتشرت في النهاية إلى بلدان أخرى.[6] يعد تقليد أغاني الأطفال، إلى حدٍ كبير، شكلًا من أشكال المعرفة اللفظية، سواء المكتوبة أو الشفهية، تتخلله أقوال تقليدية ذات أنماطٍ متكررة تختلف في الأسلوب والنبرة.[7]

لمحة تاريخية[عدل]

يعود أصل مصطلح «أغاني الإوزة الأم » والذي يمكن استبداله بأغاني الأطفال أو أسجوعة الأطفال، إلى أوائل القرن السابع عشر، مرتبط بالمجموعة القصصية «الملهمة التاريخية» في دورية شهرية لـ الناقد الفرنسي، جين لوريت. تحتوي المجموعة القصصية على أول إشارة إلى الإوزة الأم في السطر: <Comme un conte de la Mere Oye> بالعربية «مثل قصة أم أوي» بالإنجليزية <Like a Mother Goose story> «مثل قصة الإوزة الأم».[8] ومع ذلك، فإن المجموعة القصصية لا ترتبط بأغاني الإوزة الأم إلّا في المصطلح، كون الأغنية تعود إلى أصول إنجليزية لا الفرنسية.

أصبح توماس كارنان ربيب جون نيوبري مالكًا لدار النشر «نيوبري»، بعد وفاة جون نيوبري. وكان كارنان أول من أستخدم مصطلح «الإوزة الأم» لأغاني الأطفال؛ تزامنًا مع نشره «لألحان الإوزة الأم»ولـ «قصائد أطفال المهد» <Sonnets for the Cradle>.[9] وبهذا فهو أول مصدر معروف لمجموعة أغاني الإوزة الأم خلال العام 1780، والمصطلح يصف مجموعة من أغاني الأطفال والأغاني الإنجليزية التقليدية التي لا معنى لها، ولكل منها رسمها التوضيحي بالأبيض والأسود، وجاءت من مجموعة متنوعة من المصادر ومنذ ذلك الحين، [9]ارتبط مصطلح الإوزة الأم بقوافي وأغاني الأطفال التقليدية في العالم الناطق باللغة الإنجليزية.

ضمن السّياق[عدل]

على مدى أجيال، نشأ العديد من الأطفال الصغار وهم يتعلمون ويتناقلون أغاني الإوزة الأم كجزء من التقاليد الشفهية، وهذا ما يساهم في استمرارية ثقافة الفلكلور الطفولي. يؤكد النهج الأنثروبولوجي في مجال الفلكلور الطفولي، على تميز الأغاني والأناشيد التي يعلمها الأطفال لبعضهم البعض ويتناقلوها عبر الأجيال، وتختلف عن أغاني الأطفال المُعلمَة من البالغين.[10] قدمت أعمال بيتر وإيونا أوبي مساهمات ملحوظة في مجال التقاليد الطفولية، ولا سيما دراسة تقاليد أغاني حضانة الأطفال.

في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، قدم كتاب «تقاليد ولغة أطفال المدارس» رؤية كبيرة كأول كتاب معروف للأبحاث الإثنوغرافية والتي يتم فيها استشارة الأطفال أنفسهم حول معتقداتهم وتقاليدهم الشفهية، بما في ذلك الأغاني والقوافي. يشير الزوجان أوبي بوجود فئتين من أغاني الأطفال المُتوارثة: أحداهما تعتبر ضرورية لتنظيم ألعابهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض، والأخرى هي مجرد تعبيرات عن الوفرة في التراث، وتتكرر فقط لكونها تناقلت من شخص لآخر عبر الأجيال لا أكثر.[11] النمط الثاني من الأغاني المُتوارثة يكشف للزوجان أوبي عن ملاحظات، منها كيف تبدو القوافي التقليدية جذابة للأطفال باعتبارها شيئًا مضحكًا ورائعًا في حد ذاته، وغالبًا ما يكون الأطفال مفتونين بالطريقة التي تتناغم بها جميع القوافي مع الأنماط المتكررة والأساليب والتنغيمات المختلفة. على سبيل المثال، ملاحظتهما تكرار الأطفال للقافية الإنجليزية الشهيرة عند خروجهم من المدرسة:[11]

أنا دجاجة مقوسة الركب وعصفور ذو أرجل مقوسة،

فاتتني الحافلة؛ لذلك ذهبت بالعربة.

ذهبت إلى المقهى لتناول العشاء والشاي، الكثير من الفجل - هيك! أعذرني.

بالنسبة للبالغين، لم تبدي هذه القافية الشائعة لهم سوى القليل من الترابط أو المعنى، أما بالنسبة للأطفال، فقد لاحظ الزوجان أوبي أن هذه القوافي فتنت الأطفال بنغماتها المسلية وأنماطها المتكررة. بالإضافة إلى ذلك، استنتج الزوجان أوبي، أن الأطفال استخدموا أيضًا هذه القوافي كوسيلة للتواصل مع بعضهم البعض خلال وقت لا تزال فيه اللغة جديدة من حيث التعلم إلى حد ما بالنسبة لهم، وهناك العديد من الأحداث التي يواجهها الأطفال، منهم الذين يعانون من صعوبات في التعبير عن أنفسهم.[11] ببساطة، غالبًا ما يندفع الأطفال إلى دندنت وغناء هذه القوافي لتجنب الكلام في مواقف غير متوقعة، أو لملئ فترات صمت محرجة بالنسبة لهم، أو لإخفاء مشاعر لايرغبون بالتعبير عنها، أو حتى في فترة حماسهم لشيء أو لموقف معين. ونتيجة لذلك، فإن هذه الممارسات مفيدة جدًا للأطفال في حياتهم اليومية حيث تمكنهم من التأقلم بسهولة، أي باستخدام الأغاني والقوافي في لقاءاتهم الاجتماعية، للتسلية ولأسباب عملية.

تأثيرها[عدل]

التواصل وتطوير اللغة[عدل]

أغاني الأطفال تمثل إحدى أهم الطرق التي يتعلم بها الأطفال التواصل.في السابق، كان استماع الأطفال لما يغنى لهم من تلك الأغاني، هو طريقهم التمهيدي ليبدأوا بعدها بتقليد الأصوات والإنطلاق في التحدث باستخدام ما استمعوه من تلك المفردات الإنجليزية ذات الدلائل المختلفة.[12] يمكن لكلا الوالدين التحدث وغناء الأغاني الطفولية مع طفلهم؛ وسيبدأ الطفل في تقليد أصواتهم ونطق تلك الكلمات وتكرارها من بعدهم. وفي النهاية، سيضيف الطفل كلمات إضافية إلى مفرداته، مما يفتح له المزيد من الفرص لاستخدام الكلمات عند الرغبة في التحدث أو الغناء. ويظهر مثال على ذلك في مقولة «سالي تدور حول الشمس».

يتيح التحدث بقافية الأطفال للوالدين مع طفلهم خيار استبدال الكلمة مثلًا كلمة -من حولها- إلى كلمة -فوقها- أو -تحتها- أو -من خلالها-، وهذا سيؤدي إلى توسيع مفردات الطفل وتحسين مهاراته اللغوية. وبالمثل، يبدأ الطفل في تعلم التواصل باستخدام أنماط مختلفة من اللغة، مثل الجناس والمحاكاة الصوتية من خلال أغاني الأطفال، لأنها تشكل أيضًا إطارًا لهذه الأنماط اللغوية المختلفة وسيستخدمها وقت نضوج مهاراته اللغوية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أغاني الأطفال على توسيع القدرة العقلية لهم، وتعرضهم لأفكار جديدة وتشجعهم على استخدام خيالهم من خلال التكرار.[12] يقوم النمط الإيقاعي البسيط والقابل للتكرار بجعل تلك الأغاني جذابة لعقلية الطفل، وهو أمر مهم لأن التكرار ضروري له في تطوير لغته. ببساطة، لكي تكون قافية الحضانة فعالة، يجب تكرارها للطفل عدة مرات. وسيتيح هذا التكرار للطفل زيادة وعيه الصوتي كما وسيعزز من مهاراته الإملائية في وقت لاحق.[12]

إضافة لما سبق، حول تأثير أغاني الأطفال على تنمية مهارات التواصل واللغة لديهم، وفرت الأعمال الأنثروبولوجية لـ الباحثيين موراج ماكلين، وبيتر براينت، ولينيت برادلي مزيدًا من الرؤية بما يتوافق مع دراساتهم حول هذا المجال. ففي 1987، أجريت دراسة معمقة أثبتت للباحثين، بأن الأطفال يبدأون بتطوير وعيهم الصوتي قبل تعلم القراءة وذلك من خلال الأنشطة التي لا تتضمن القراءة، أي أن هناك علاقة قوية بين معرفة أغاني الأطفال والتطوير الصوتي.[13] تعد القدرة على تقسيم الكلمات إلى أصوات ومقاطع ضرورية للأطفال؛ لتمكنهم من إدراك الحروف الأبجدية واستخدامها بشكل متكامل. تطور أغاني الأطفال مهاراتهم القرائية والكتابية. على سبيل المثال، لوحظ هذا التأثير في أغنية الأطفال «ذهب القبطان إلى البحر»:

ذهب القبطان إلى البحر، إلى البحر، إلى البحر

ليرى ما الذي يمكن أن يراه، أن يراه، أن يراه

إن التعرض لهذه القافية يسمح للأطفال بتعلم الكلمات المتجانسة، وكيف أن هناك معاني مختلفة لكلمتي البحر والرؤية، على الرغم من نطقهما المتشابه، <see,sea> وبالتالي سيتمكن الأطفال من تعزيز وتحسين مهاراتهم اللغوية.[14] وبشكل عام، فإن تكرار أغاني الأطفال بشكل فعال لهم يتيح لمعظمهم الحصول على فوائد معرفية كبيرة.

التنمية الاجتماعية والعاطفية[عدل]

تعمل طبيعة أغاني الأطفال كأداة لبناء وتحسين المهارات الإجتماعية والعاطفية لدى الأطفال الصغار. في الأساس، أغاني الأطفال التقليدية هي طريقة لسرد القصص بإشراك الجوانب القصصية المفيدة، مثل نبرة الصوت والمشاركة مع المستمع مما يسمح للأطفال بتطوير إدراكهم الإجتماعي والعاطفي.[15]

في المثال: أغنية «حلقة حول روزي» القصيرة والممتعة تُغنى من قبل الأطفال ويتضمنها أكثر من طفل يتراقصون في دائرة وهم يرددون:[15]

قرع حلقة الأروزيات

جيب مليء بالوضعيات

رماد، رماد

كلنا نسقط!

إن مجرد المشاركة في هذه التفاعلات والروابط بين الحركة والقوافي يمكّن الأطفال من التفاعل مع الآخرين، ويعزز مهاراتهم الإجتماعية. أيضًا، وبشكل عام، تميل أغاني الأطفال إلى إشراك تفاعلات متكررة بين الشخصيات وتعتمد الاختلاف في الفئة العمرية للأطفال ومع اختلاف أجناسهم وأشكالهم وأحجامهم.[16] وبهذه الطريقة، يتطور لدى الطفل تدريجيًا القبول والاحترام لجميع الأشخاص بغض النظر عن خلفية الشخص أو اختلافاته الثقافية.[16]

وبالمثل، أغاني الأطفال التقليدية لها تأثير مفيد على النمو العاطفي لهم. تعتبر أغاني الأطفال في المقام الأول، بمثابة نشاط فعال يوفر التغذية والراحة فيعمل كتأثير المهدئ على الأطفال، خاصة قبل النوم مباشرة.

مجرد سماع تلك الأغاني قبل النوم يذكر الأطفال بأنهم في بيئة مألوفة، مما يحفز لديهم الشعور بالأمان والراحة. مع أخذ ذلك في الاعتبار، يوفر هذا تفسيرًا محتملًا لسبب اعتماد مقدمي الرعاية من غير الوالدين في كثير من الأحيان على أغاني الأطفال؛ للتخفيف من انزعاج الطفل والتشكيك في يقينه عند غياب والديه.[17] بأخذ الاستنتاج، فإن أغاني الأطفال بمثابة أداة فعالة للتطور العاطفي ومعززة للثقة في المواقف غير المريحة.

علاوة على ذلك، قد تتضمن بعض أغاني الأطفال التقليدية أنواعًا محددة من الصراعات الشعورية أو المشكلات الفردية، والتي يتوجب على الشخصيات المتواجدة في الأغنية من إيجاد حل لها. قد يتضمن ذلك السيناريو المُغنى التوفيق بإدارة بعض المشاعر الغير مرغوبة منها الغيرة أو الغضب أو الحزن الناجمين عن أسباب مختلفة.[17] ومن نتائجها، تمكّن الطفل من إدراك تواجد المواقف الصعبة والمشاعر المختلفة وأسباب مساعدة في حلها بشكل قابل للتعلم وللتطبيق، وتساعد أيضًا في تعزيز مهارته في إدارة العواطف المستصعبة عليه.

أحد الأمثلة الأساسية على ذلك، «العنكبوت وصنبور المياه» حيث يحظى بشعبية كبيرة بسبب طريقته في التعامل مع أزمته: [18]

عنكبوتًا صغيرًا تسلق لأعلى صنبور الماء.

هطلت الأمطار، فبللت العنكبوت وأسقطته على الأرض.

أشرقت الشمس، فجففت أشعتها مياه المطر، فأعاد العنكبوت الصغير التسلق لأعلى من جديد ونجح في الوصول.

في هذه الأغنية، سقط العنكبوت من أعلى صنبور الماء مبللًا بمياه الأمطار أي سبب خارج عن إرادته؛ ومع ذلك، فإن العنكبوت تحدى المطر ووصل مرة أخرى إلى قمة الصنبور. مع الملحوظية ببساطة السياق، إلّا أن مثل هكذا أغاني تقليدية تغرس في الأطفال قيمة المثابرة برغم العقبات التي لا يمكنهم تجنبها، وتحسن بشكل أساسي الذكاء الإجتماعي والعاطفي للأطفال.

ملاحظات عبر الثقافات[عدل]

تقريبًا كل ثقافة في جميع أنحاء العالم لها أشكالها المختلفة من أغاني الأطفال. ومع اختلاف موضوع كل قافية بحسب كل ثقافة، إلا أن جميع أغاني الأطفال التقليدية المتميزة هذه مصممة لنقل أنواع مماثلة من الرسائل وتميل إلى إتخاذ نفس الشكل فيما يتعلق بالوزن والإيقاع والقافية.[19] في حين أن هناك بعض الاختلافات الأسلوبية لثقافات معينة مقارنة بثقافات أخرى، إلّا أنّها تميل إلى أن تكون بسيطة.

بصورة تفصيلية، يوفر النهج الأنثروبولوجي نظرة ثاقبة لواحدة من أوجه التشابه الرئيسية التي يمكن رؤيتها في أغاني الأطفال عبر الثقافات، وهو المقياس المستخدم. الهدف من معظم أغاني الأطفال هو أن يتم إخبارها أو غنائها للأطفال الصغار كشكل من أشكال الترفيه أو كوسيلة لتعلم دروس معينة. ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتخذ أغاني الأطفال التقليدية شكلاً بسيطًا يمكن للأطفال تعلمه وتكراره بسهولة.[19] ونتيجة لذلك، فإن أغاني الأطفال عادة ما تأخذ شكل نمط متكرر ويمكن التنبؤ به من المقاطع المشددة وغير المجهدة، والمعروفة بإسم المقياس المتزامن. ليس من الضروري أن يأخذ هذا المقياس شكل تكرار المقاطع المشددة وغير المشددة واحدًا تلو الآخر، ولكنه غالبًا يترك ما يصل إلى أربعة مقاطع غير مشددة بين كل مقطع لفظي مشدد.[19] تسمح بساطة المقياس المتزامن بهذا التباين الطفيف في نمط المقطع المشدد بحيث لا يتعين على كل قصيدة أن تأخذ نفس الشكل تمامًا ولا يزال من الممكن قراءتها بسهولة بطريقة متشابهة جدًا عبر الثقافات المختلفة. يمكن رؤية مثال على هذا النمط من المقاطع المشددة وغير المشددة بوضوح في أسلوب القصائد بعدة لغات بما في ذلك الإنجليزية والصينية وبنجكولو و اليوروبا في نيجيريا.

بالإضافة إلى ما سبق، هناك جانب آخر مهم في أغاني الأطفال والذي يميل إلى أن يكون قياسيًا إلى حد ما عبر الثقافات وهو عدد الأسطر التي تظهر في القصيدة. عادة، تحتوي هذه القصائد على أربعة أسطر بأربع نبضات في كل سطر. تحدث هذه النبضات، كما موضح في السابق، بنمط متزامن.[19] كشف النهج الأنثروبولوجي لأغاني الأطفال التقليدية أنه في الشعر الإنجليزي، من غير المألوف العثور على قافية حضانة تنحرف عن هذا النمط. ولكن في الثقافات الأخرى، قد تكون هذه الأعراف مختلفة. على سبيل المثال، في أغاني الأطفال الصينية، يبدو أن الصرامة أقل في اشتراط احتواء القصائد على أربع إيقاعات في كل سطر فقط. هناك أمثلة متعددة لأغاني الأطفال التي تحتوي على سطر أول أطول -بستة دقات- متبوعًا بثلاثة أسطر تقليدية أخرى تحتوي كل منها على أربع دقات. وأيضًا في التراث الغنائي الصيني، احتوت بعض القصائد على ما يصل إلى 6 أسطر من أربعة إيقاعات بدلًا من الأسطر الأربعة الأكثر تقليدية.[19]

وأخيرًا، هناك تقليد إضافي يبدو عالميًا إلى حد ما في أغاني الأطفال للأطفال، وهو نمط الفواصل قبل السطور أو بعدها. في الشعر الإنجليزي، توجد راحة في أغلب الأحيان بعد السطرين الثاني والرابع من القصيدة، أو بعد كل سطر في القصيدة، بينما في بعض الأحيان تكون هناك فترات راحة بعد السطر الأول والثاني والرابع.[19] أي انحرافات عن هذه المخططات الثلاثة سوف تؤدي إلى خلل وصعوبة في القراءة. عثر على أنماط مماثلة في الثقافات الأخرى. على سبيل المثال، غالبًا ما تتطلب القوافي في بنجكولو فترات راحة في بداية كل بيت، وهو مشابه جدًا للنمط الموجود باللغة الإنجليزية مع اختلاف طفيف، بينما تميل فترات الراحة في اللغة الصينية إلى أن تكون مثل تلك الموجودة في اللغة الإنجليزية، مع فترات راحة بعد كل سطر.[19]

وجه آخر من أوجه التشابه بين الثقافات في أغاني الأطفال جانبي مثل مخطط القافية، والذي يميل إلى نمط ABAB، مع اختلافات طفيفة، يعد اختلاف مخطط القافية أقل شيوعًا لأنه سيضيف تعقيدًا إلى قراءة وفهم هذه القوافي المصممة بطبيعتها لتكون أبسط من ذلك بكثير.[19] بشكل عام، أغاني الأطفال هي أساس الثقافة وتوفر رؤية مميزة للمعرفة والأنماط السلوكية المشتركة والمكتسبة اجتماعيًا في جميع أنحاء العالم.

المصادر[عدل]

  1. ^ ا ب Bishop, Julia C. (2 Sep 2014). "The lives and legacies of Iona and Peter Opie". International Journal of Play (بالإنجليزية). 3 (3): 205–223. DOI:10.1080/21594937.2014.993208. ISSN:2159-4937. S2CID:144191529. Archived from the original on 2024-06-05.
  2. ^ ا ب Sutton-Smith 1970:1–8.
  3. ^ Grider 1980:159–160
  4. ^ Opie: 1987.
  5. ^ Fine، Gary Alan (1980). "Children and Their Culture: Exploring Newell's Paradox". Western Folklore. ج. 39 ع. 3: 170–183. DOI:10.2307/1499799. ISSN:0043-373X. JSTOR:1499799. مؤرشف من الأصل في 2023-10-31.
  6. ^ Galway، Elizabeth (25 يونيو 2013). "Nursery Rhymes". Oxford Bibliographies Online Datasets. DOI:10.1093/obo/9780199791231-0124. مؤرشف من الأصل في 2024-03-03.
  7. ^ McLeod، Norma؛ Dorson، Richard M. (يناير 1975). "Folklore and Folklife: An Introduction". Ethnomusicology. ج. 19 ع. 1: 145. DOI:10.2307/849754. ISSN:0014-1836. JSTOR:849754. مؤرشف من الأصل في 2024-03-03.
  8. ^ Shahed، Syed Mohammad (1995). "A Common Nomenclature for Traditional Rhymes". Asian Folklore Studies. ج. 54 ع. 2: 307–314. DOI:10.2307/1178946. ISSN:0385-2342. JSTOR:1178946. مؤرشف من الأصل في 2023-10-31.
  9. ^ ا ب Alchin، Linda (2013). The Secret History of Nursery Rhymes. Nielsen. ISBN:978-0-9567486-1-4.
  10. ^ James، Allison (سبتمبر 1998). "Play in Childhood: An Anthropological Perspective". Child Psychology and Psychiatry Review. ج. 3 ع. 3: 104–109. DOI:10.1017/s1360641798001580. ISSN:1360-6417. مؤرشف من الأصل في 2023-10-31.
  11. ^ ا ب ج Archibald.، Opie, Iona (2001). The lore and language of schoolchildren. New York Review Books. ISBN:0-940322-69-2. OCLC:45558860. مؤرشف من الأصل في 2023-10-31.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  12. ^ ا ب ج Kenney, Susan (Oct 2005). "Nursery Rhymes: Foundation for Learning". General Music Today (بالإنجليزية). 19 (1): 28–31. DOI:10.1177/10483713050190010108. ISSN:1048-3713. S2CID:143209721. Archived from the original on 2023-10-31.
  13. ^ Maclean، Morag؛ Bryant، Peter؛ Bradley، Lynette (1987). "Rhymes, Nursery Rhymes, and Reading in Early Childhood". Merrill-Palmer Quarterly. ج. 33 ع. 3: 255–281. ISSN:0272-930X. JSTOR:23086536. مؤرشف من الأصل في 2023-10-31.
  14. ^ Bennett، Howard J. (أكتوبر 2000). "Medicated Nursery Rhymes". Obstetrics & Gynecology. ج. 96 ع. 4: 643. DOI:10.1097/00006250-200010000-00032. ISSN:0029-7844. مؤرشف من الأصل في 2023-10-31.
  15. ^ ا ب Mullen، Ginger (27 سبتمبر 2017). "More Than Words: Using Nursery Rhymes and Songs to Support Domains of Child Development". Journal of Childhood Studies. ج. 42 ع. 2: 42. DOI:10.18357/jcs.v42i2.17841. ISSN:2371-4115.
  16. ^ ا ب Kenney، Susan (أكتوبر 2005). "Nursery Rhymes: Foundation for Learning". General Music Today. ج. 19 ع. 1: 28–31. DOI:10.1177/10483713050190010108. ISSN:1048-3713. S2CID:143209721. مؤرشف من الأصل في 2024-04-18.
  17. ^ ا ب Music، Graham (2016). Nurturing natures: Attachment and children's emotional, sociocultural, and brain development (2nd ed.). New York, NY: Routledge.
  18. ^ Cole & Calmenson (1991). Eentsy weentsy spider: Fingerplays and action rhymes. New York, NY: William Morrow and Company.
  19. ^ ا ب ج د ه و ز ح Burling، Robbins (ديسمبر 1966). "The Metrics of Children's Verse: A Cross-Linguistic Study". American Anthropologist. ج. 68 ع. 6: 1418–1441. DOI:10.1525/aa.1966.68.6.02a00040. ISSN:0002-7294.